مديرية شمال غزة تستقبل وفداً من الإدارة العامة للشكاوى بوزارة التعليم
إعلان هام حول إصدار بطاقة الهوية الأولى لطلبة المدارس
مدير تعليم شمال غزة يتفقد سير العملية التعليمية بمدرسة بيت لاهيا الأساسية "ب" للبنين
تعليم شمال غزة و"مشارق" تتفقان على تنفيذ لوحة جدارية حول "حق المرأة في التعليم والتعلم"
السبورة والطباشير، الفصول وممراتها، المدارس وساحاتها وأسوارها، طابور الصباح، الطلاب والطالبات، أولياء الأمور، والمنهاج والكتب والامتحانات والوسائل التعليمية، المعلمين والمعلمات ومدراء المدارس والمشرفين والقيادات التربوية ..أمور كثيرة خبرتها المربية الفاضلة بديعة فيصل خلال 37 عاماً من العطاء في سلك التربية والتعليم الحكومي بغزة، 37 عاماً من العمل الدؤوب .. إنها تجربة حياة غنية ووفيرة لذلك لابد لنا من تسليط الضوء عليها ..
بديعة إبراهيم محمد فيصل من سكان مدينة غزة، اختصت في المجال التعليمي فقد حصلت على دبلوم المعلمات نظام السنتين بعد الثانوية العامة بتقدير امتياز عام، كما حصلت على بكالوريوس كلية العلوم النوعية من جامعة الأقصى، ودرست عدة ديبلومات متقدمة في اللغة العبرية من معهد اللغة العبرية بغزة وجامعة بن غريون بالنقب ومعهد عكيف بنتانيا وذلك في نهاية السبعينات من القرن الماضي.
لقد تخصصت في العلوم التربوية، حيث كانت رغبتها منذ الصغر أن تكون مربية ومعلمة لأجيال فلسطين ، كما درست العبرية لأنها تعي جيداً أهمية معرفة لغة العدو في التصدي له ومجابهته.
بداية العمل
أول تعيين لها كان معلمة للغة العبرية في مدرسة مصطفى حافظ الأساسية العليا في عام 1978 عقد فردي، وفي عام 1979 تم تثبيتها في الوظيفة كمعلمة حتى تاريخ 25/10/1997 حيث انتقلت لمجال آخر وهو الإدارة المدرسية.
لقد كان شعورها رائع ولا يوصف في أول يوم تدريس وأول عام وظيفة ، شعور مليء بالغبطة والسعادة لأنه تحقق هدفها وطموحها في أن تكون معلمة تربي الأجيال، و تنقلت أثناء عملها كمعلمة في عدة مدارس منها معلمة للغة العبرية والعلوم العامة والاقتصاد المنزلي بمدرسة مصطفى حافظ الأساسية العليا ومعلمة للغة العبرية بمدرسة الرملة الأساسية العليا ومدرسة مصطفى حافظ .
استخدام الوسائل التعليمية
كانت شعلة نشاط فهي تستخدم الكثير من الوسائل التعليمية السمعية والبصرية والمواد الإثرائية للمنهاج والخطط العلاجية، وقد كان الهدف من تعدد الوسائل توصيل المعلومة للطالبات بكل يسر وتحويل المجرد للمحسوس وكذلك عمل المسابقات لإثارة الدافعية لدى الطالبات وتحسين المناخ الصفي وإضفاء جو من البهجة في الحصة.
كما كانت تستخدم عدة أساليب تعليمية مثل الإلقاء والمحاضرة – الخرائط المفاهيمية– الحوار والمناقشة والتعلم التعاوني، والعصف الذهني، والبحث والاستقصاء والتعلم بالقدوة والأقران – وإعداد الأبحاث والمتابعة المستمرة واستخدام العديد من الأساليب التربوية الحديثة والعلاقة المميزة مع المكتبات وتوظيفها في المواقف التعليمية، وهناك تفعيل لأساليب التقويم لمعرفة أثر التعلّم ومن هذه الأساليب الامتحانات التشخصية (الامتحان القبلي والبعدي )الملاحظة والاستفادة من التغذية الراجعة في التقويم وتكليف الطالبات بالأبحاث أوراق العمل والواجبات البيتية.
كيف يتميز المعلم؟
لقد كانت المربية بديعة فيصل تعلم خصائص المعلم المتميز فجسدت هذه الخصاص بشكل واقع في عملها وكانت تحث المعلمات على الاهتمام بهذه الخصائص ومنها الشخصية القوية والتميز بالذكاء والموضوعية والعدل والحزم والحيوية والتعاون، وأن يكون مسامح في غير ضعف، حازم في غير عنف، وأن يكون مثقفاً واسع الأفق، ولديه اهتمام بالاطلاع على ما استجد من طرق التدريس في مادته، وأن يكون محباً لعمله متحمساً له، متمكناً من مادته التي يقوم بتدريسها ويحسن العرض لها ويكون على علاقة وطيدة بالجميع إضافة إلى قدرته على أن يقسم وقته بين مجالات نشاطه وعمله العلمي وبيته وأهله.
كما يجب أن يتصف بالحكمة في إدارة الصف والتفاهم والتعاطف مع الطلاب وتوجيههم وإرشادهم فردياً وجماعياً، والاهتمام بالقيم الروحية والأخلاق للطلاب ومراعاة حاجات الطلاب العلمية والاجتماعية، والقدرة على المحافظة على النظام في الصف وتنميه روح الانضباط الذاتي للطلاب.
ضبط الفصل
وكانت المربية فيصل تحرص على نسج علاقات متينة مع الطلبة يسودها الاحترام والود فكانت الطالبة بمثابة ابنتها التي تحرص على حسن تأديبها وتعلمها، فتسمع شكاوى الطالبات وتحل مشاكلهن دون ضجر مع الحرص على المحافظة على شعورهن.
كما كان يربطها علاقة طيبة مع أولياء الأمور هدفها التشارك في حل مشكلات المدرسة وهم خير معين للتغلب على الصعاب و رفع مستوى الطالبات علمياً، كما كان هناك حرص على انفتاح المدرسة على المجتمع المحلي ومؤسساته لتبادل الأفكار والخبرات والاستفادة من تجارب الغير من أجل تطوير الخطط المدرسية وتطوير الأساليب التعليمية لرفع مستوى طلاب المدرسة.
وفيما يتعلق بخطط ضبط الصف فتقول المربية فيصل:” هي خطط تمازجت بين الشدة واللين، شخصيتي القوية وحب الطالبات لي ولمادتي التي كنت ادرسها هي أقوى وسيلة لضبط الصف لأن الطالب إذا أحب معلمة المادة أحب المادة وبالتالي يحرص على الانضباط والهدوء لينهل من العلم، كما استخدمت أسلوب القدوة وغرس القيم النبيلة الإسلامية المستمدة من السيرة النبوية حيث استطعت بطريقة غير مباشرة غرس السلوك الايجابي في نفوس الطالبات.
المنهاج الحديث
وفيما يخص رؤيتها للمنهاج القديم والحديث فتقول فيصل:” المنهاج قديماً هو منهاج ثابت لا يقبل التعديل بسهولة يركز على الكم الذي يتعلمه الطالب ليهتم بالنمو العقلي للطلبة فقط، وتعد المادة الدراسية هي محور المناهج ويعد المعلم هو المنفذ المرسل والطالب هو المتعلم المستقبل، أما المنهاج الحديث فهو منهج مرن يقبل التعديل ويركز على الكيف ويهتم بطريقة التفكير للطالب ويهتم بجميع أبعاد نمو الطالب ويعد المتعلم محور هذا المنهج والمعلم هو الميسر للعملية التعليمية.
تجربتها للعمل في عهد الاحتلال
وعن تجربتها للعمل كمعلمة في عهد الاحتلال تقول فيصل:” كانت تجربة قاسية تغلبنا عليها بالإدارة القوية كنا نقاوم ونعلّم في آن واحد، كنا نعمل وندرس ونواجه جنود الاحتلال المدججين بالسلاح، نحمي طلبتنا ومدارسنا، ونعلم حب الوطن.
وتضيف:” انتمائي لوطني ومدرستي والتزامي بعملي والمحافظة على الثوابت الوطنية هو خير قدوة لطالباتي وكذلك غرس هذه الاتجاهات الوطنية في نفوس الطالبات خلال الحصص اليومية واللقاءات الزوجية والفردية والزيارات والرحلات المدرسية للتعرف على مدن وقرى فلسطين لتعميق الانتماء للوطن وتنشئة جيل معتز بدينه وتراثه، كنت أعزز جوانب المواطنة من خلال المنهاج.
وعن رؤيتها لتطور التعليم في عهد تسلم السلطة الوطنية للتعليم فتقول فيصل:” منذ قدوم السلطة واستلامها لوزارة التربية والتعليم واجهت العديد من التحديات إثر الاحتلال لكن رغم ذلك تحققت العديد من الإنجازات منها بناء العديد من المدارس ، وإعادة صياغة المنهاج الفلسطيني (المناهج الفلسطينية )، وتحسين الأوضاع المعيشية للمعلمين ، وإعادة هيكلية التعليم في فلسطين بتقسيم التعليم المدرسي إلى تعليم أساسي وثانوي، وتحديد جهات الإشراف على التعليم الفلسطيني من حكومية ووكالة والمدارس الخاصة، و السير في تطوير أنواع التعليم (مهني –زراعي – سياحي – فندقي – شرعي )، والاهتمام بتطوير التعليم قبل المدرسة ( رياض الأطفال ) والإشراف عليها، والتوسع في مديريات التعليم حسب المناطق لتسهيل المتابعة.
كيف عملت في تدريس مواد دراسية مختلفة؟
أما عن تجارب صادفتها خلال عملها كمعلمة فتقول فيصل:” أول محطة واجهتني حينما تعينت معلمة كان سني يقارب سن طالباتي حيث تعينت في مدرسة أساسية عليا تعلمت وتدربت في هذه المدرسة فمن الضروري أن أواجه بعض الصعوبات ولكن بقوة الشخصية والإدارة والتمكن من المادة التعليمية التي ادرسها نجحت واجتزت هذه المرحلة، ومن تجاربي أنني كنت ادرّس مبحث اللغة العبرية وهي لغة تتصف بالسهل الممتنع والأدهى أن درجات هذا المبحث لا تندرج في المجموع باعتبارها مادة نجاح أو رسوب مما يقلل من اهتمام إدارة المدرسة والأهالي فيكون العبء الأكبر على المعلم للمادة وتمكنه من المادة العلمية التي يدرسها بأن نفرض على الجميع احترام المبحث والاهتمام به.
ومن تجاربي أيضاً في عهد السلطة الوطنية حينما ألغيت اللغة العبرية على بعض الفصول قل عدد نصاب الحصص المفروض فكُلفت بتدريس مبحث العلوم للصف السابع حيث إنني درست بالفرع العلمي ودرست في الجامعة فكان هذا التكليف شرف لي وعملت كل جهدي وبحثت ونقبت حتى أقوم بعملي على أكمل وجه وكانت الطالبات متفوقات وحين زارني المشرف أثنى ثناءً كبيراً على العطاء وطلب من المديرة أن أدرس العلوم دوماً وكان هذا شرف لي لأن الإرادة تصنع المعجزات والإصرار على الثبات والتميز هو طبعي.
المشوار كمديرة مدرسة
وبعد مشوار طويل من العمل كمعلمة استغرق 19 عاماً، اتجهت المربية بديعة فيصل للعمل كمديرة مدرسة وذلك بتاريخ25/10/1997 في عهد مدير التربية والتعليم الأستاذ: سليمان سلطان رحمه الله، حيث عملت مديرة لمدرسة الناصرة الأساسية للبنات لمدة ثمان سنوات تقريباً، ثم انتقلت إلى مدرسة الرملة الأساسية العليا للبنات، ثم مدرسة الرملة الثانوية
وعن تجربتها في العمل كمديرة تقول فيصل:” المدير هو الدينامو الذي يقود سفينة العلم بالمدرسة وطبعاً لا ينسى دور من حوله من العاملين، وتضيف:” استطعت إدارة المدارس بتوفيق من الله عز وجل والتعاون مع جميع الطاقم التدريسي، واستخدمت الأنماط القيادية المختلفة حيث كنت أستخدم النمط حسب الموقف، ولكن النمط القيادي الغالب على إدارتي للعملية التعليمية داخل إطار المدرسة هو النمط التشاركي المعتمد على المبدأ الديمقراطي والشورى.
وحول مهارات المدير الناجح فتقول بديعة فيصل:” إن المهارات متعددة منها التركيز على القيم التربوية الأساسية التي تدعم العلاقات داخل المجتمع المدرسي، والاهتمام بالعدالة والنزاهة، وزرع مناخ الاحترام المتبادل بين أفراد المجتمع المحلي، وتوزيع الأدوار لكل فرد بما يحترم العملية التعليمية للطلبة، وتعزيز الحوار الشامل المفتوح بين أفراد المجتمع المدرسي، واستخدام وسائل الاتصال الفعال بإيجابية مع النزاعات داخل المجتمع المدرسي والانفتاح على المجتمع الخارجي، وتحسين القيادة التربوية الفعالة لتحقيق رسالة المدرسة وتحقيق أهدافها، وتنفيذ استراتيجيات تعليمية مختلفة لمعالجة مستويات التحصيل العلمي للطلبة.
وفيما يخص أبرز الإنجازات التي حققتها فيصل أثناء عملها كمديرة فهي تنشئة جيل قادر على التكيف مع تكنولوجيا العصر، وتنشئة طالبات المدرسة تنشئة وطنية ودينية وتأهيل المعلمات مهنياً، والحصول على طاقم بشري متميز بكافة التخصصات وحصولهن على شهادات تقدير على مستوى المديرية في الثانوية العامة، والارتقاء بالمستوى الإبداعي والابتكاري لدى المعلمات، ورفع مستوى تحصيل طالبات الثانوية العامة والارتقاء بمستواهن، واكتشاف المواهب لدى الطالبات وتنميتها وصقلها في المجالات الإبداعية، وتطوير البيئة المدرسية ومرافق المدرسة وتوطيد العلاقة بين المدرسة والمجتمع المحلي واستغلال الموارد البشرية والمادية في المجتمع وتسخيرها لخدمة المدرسة.
التدخل لحل مشكلات الطالبات
وعن طريقتها لحل مشكلة الطالبات أثناء عملها كمديرة مدرسة فتقول: ”من يتأمل واقع طالبات المرحلة الثانوية يجد أن لديهن العديد من التصرفات والسلوكيات التي تحتم استراتيجية معينة في التعامل، لذلك تعمل إدارة المدرسة جاهدة على حل مشكلاتهن بالتعاون مع المرشدة التربوية وذلك من خلال تصنيف المشكلات لطبيعتها وأولوياتها وإمكانية حلها، والبحث عن أساليب لحل المشكلات حسب طبيعة المشكلة. وترشيد الطالبات خشية الوقوع في مشكلات وذلك من خلال الإذاعة المدرسية والنشرات التوعوية، و وعقد لقاءات مع أولياء أمور الطالبات لإرشادهن في كيفية التعامل مع الطالبات في هذه السن الحرجة (سن المراهقة) وإعداد حصص التوجيه الجمعي من قبل المرشدة التربوية.
مدرسة الرملة..
وبدون شك فإن مدرسة الرملة لها معزة خاصة لدى المربية بديعة فيصل التي عملت فيها عدة سنوات ، هذه المدرسة العريقة التي سميت بهذا الاسم استحضاراً لصورة مدينة الرملة، أسس المدرسة رفعت بيك في زمن الحكم العثماني في الربع الأخير من القرن السادس عشر الميلادي وكانت مدرسة للبنين حتى الحرب العالمية الأولى، ثم تحولت إلى مدرسة للبنين حتى الحرب العالمية الأولى، كما تحولت إلى مدرسة للبنات في عهد الانتداب البريطانية، وفي العام 1924 بلغ عدد طالبات المدرسة 150 طالبة تشرف على تعلمهن 9 معلمات، وفي عام 1942 وصل عدد طالبات المدرسة 527 طالبة، وفي عهد الإدارة المصرية بنيت الغرفة الصفية بشكل أفضل وأوسع.
تحولت المدرسة في عام 2009 – 2010 من مدرسة أساسية عليا إلى مدرسة ثانوية وأصبح عدد الطالبات يقارب 800 طالبة يعمل فيها طاقم تعليمي مكون من 39 موظفاً بين إداري ومعلم ومرشد وأذنة.
وتقول المربية فيصل:” تقوم المدرسة بنشاطات عديدة وتتفوق في جميع المسابقات المنهجية واللامنهجية ، تستخدم كمركز لتصحيح امتحانات التوجيهي ، ومكاناً لإقامة المعارض والمهرجانات والأنشطة التربوية، كما أن هذه المدرسة ذات الموقع الاستراتيجي مدرسة مركزية بالنسبة لوزارة التربية والتعليم بصفة عامة ومديرية شرق غزة بصفة .
ختاماً.. الرؤية لتطوير التعليم
وعن رؤيتها لتطوير وتحديث التعليم فتقول المربية فيصل:” نحتاج للعمل في بشكل مستمر في مجال المناهج وإعداد وتأهيل الكوادر التعليمية وتدريب المعلمين ليتمكنوا من مواكبة المستجدات التربوية الحديثة، وتنمية الجوانب التربوية والقيادية لدى المعلمين والقيادات المدرسية وتعزيز جوانب المعرفة التي تتمثل في تحفيز الطلبة واكتشاف الجوانب الإبداعية من خلال الأنشطة الصفية واللاصفية إضافة إلى مواصلة عمليات التوجيه و في مجال السلوك والقيم.