رغم الدمار.. انتظام الدراسة بمدارس مديرية شمال غزة

2012-11-25 00:00:00 صفحة الطباعة

العلاقات العامة/ شمال غزة

   بعزيمة وإصرار منقطع النظير، توجه طلبة المدارس بمديرية التربية والتعليم في شمال غزة إلى مدارسهم للنهل من ينابيع العلم والمعرفة مجددا رغم بشاعة ما تعرضوا له خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، ليثبتوا للعالم أجمع أن الفلسطينيين بإمكانهم التغلب على كافة الظروف التي تحيط بهم ويواصلون مسيرتهم نحو العلم والبناء.

ومنذ اليوم الأول لعودتهم للدراسة بعد جولة العدوان الأخيرة والتي راح ضحيتها (169) شهيدا ومئات الجرحى بالإضافة إلى تضرر نحو (50) مدرسة بشكل كامل وجزئي، بدأ الطلبة في شمال غزة يتفقدون زملاءهم ليفاجئوا بشهيد هنا وجريح هناك كما حدث مع الشهيدين عدي جمال ناصر الطالب في الصف العاشر بمدرسة هايل عبد الحميد الثانوية ببيت حانون، وعبير صلاح العسلي الطالبة في الصف الخامس بمدرسة "عمواس ب".

وأكد العديد من الطلبة في أحاديث متفرقة أن بشاعة العدوان الإسرائيلي تمثلت في استهداف الأطفال حيث تجاوز عدد الأطفال الشهداء في ذلك العدوان أكثر من (45) طفلا، إلى جانب عشرات الجرحى ما يشير إلى سياسة إسرائيلية مقصودة للنيل من الأطفال بعد فشلهم في النيل من رجال المقاومة الذين أداروا المعركة ببسالة وصمود.

ورغم فداحة العدوان والآثار النفسية السلبية التي انعكست على الطلبة، إلا أنهم أبدوا إصرارا على مواصلة مسيرة التعليم والنهل من منابع المعرفة، مؤكدين على أهمية سلاح العلم في مواجهة الترسانة العسكرية الإسرائيلية والمخططات السياسية التي تهدف إلى إجبار الفلسطينيين للتخلي عن حقوقهم.

من جهته تفقد مدير التربية والتعليم في شمال غزة أ.مدحت قاسم عددا من مدارس المديرية التي تعرضت لأضرار مادية خلال العدوان والذي خلف دمارا كبيرا في المؤسسات التعليمية إلى جانب ارتقاء عشرات الشهداء من بينهم خمسة من موظفي وزارة التربية والتعليم العالي، عوضا عن إصابة نحو (300) آخرين من الطلبة وكوادر العملية التعليمية.

وأكد أ.قاسم على أن الاستهداف الإسرائيلي للمدارس والطلبة لن يفت في عضد شعبنا وطلبتنا، بل سيزيدهم إصرارا على مواصلة مسيرة التعليم لإيمانهم التام أن سلاح العلم وحده القادر على مواجهة سلاح القتل والتجهيل الذي تنتهجه "إسرائيل" في عدوانها على الفلسطينيين.

 وأشار مدير التربية والتعليم إلى أن الدراسة انتظمت في كافة مدارس المديرية، حيث توجه الطلبة إلى مقاعدهم، فيما عمد المعلمون إلى العمل على التخفيف من حدة التوتر النفسي الذي يخيم على كثير من الطلبة جراء القصف العنيف ومشاهد القتل والدمار التي كانوا يشاهدونها على مدار أيام العدوان الثمانية.

وانتقد أ.قاسم استهداف الاحتلال المتعمد للطلبة وللمنشآت التعليمية، معتبرا أن ذلك يأتي في سياق سياسة التجهيل التي يتبعها الاحتلال مع شعبنا، مؤكدا أن استهداف المنشآت التعليمية يخالف كافة الأعراف والمواثيق الدولية التي تدعو إلى تجنيب كافة المنشآت المدنية وفي مقدمتها المدارس أية أعمال عدائية.

وأشار أ.قاسم إلى أن ما تعرضت له المنشآت التعليمية خلال هذه الحرب لن يقف حائلا دون تقدم العملية التعليمية ومواصلة مسيرتها بما يخدم طموحات الشعب الفلسطيني ويحقق آماله.

وناشد مدير التربية والتعليم كافة المنظمات الدولية والإقليمية الحقوقية والتعليمية وفي مقدمتها منظمة "اليونيسيف" الأممية إلى الضغط على الاحتلال لإجباره على الكف عن مواصلة استهداف المؤسسات التعليمية، خاصة وإنها تحظى بحماية خاصة في أوقات النزاع والحروب استنادا إلى ما تتضمنه كافة المعاهدات والمواثيق الدولية.