الطالبة "العطّار".. عندما تتحدى الإرادة الإعاقة.. تتحقق الريادة

2013-10-02 00:00:00

الرعاية والمتابعة الميدانية خلف كل إنجاز.. هذا ما ترجمه قسم الإرشاد التربوي والتربية الخاصة بمديرية التربية والتعليم في شمال غزة، واقعا حياً وظاهرة ملموسة يُشار لها بالبنان، رغم قلة الإمكان..

فمن نجاح إلى نجاح.. بات دأب العاملين في هذا القسم، الذي زرع البسمة على شفاه الكثيرين من الطلبة وذويهم، بعد أن ضاقت بهم الأرض بما رحبت وظنوا أنهم محرومون ومضطهدون ومهمّشون ولا صلة لهم بدنيا الناس...

الطالبة حنين العطّار.. ظنّت وذويها قبل أربع سنوات أنها ستكون نسياً منسيا... ولن تتمكن من الالتحاق بمقاعد الدراسة أسوة بأقرانها بسبب الإعاقة الحركية التي رافقتها منذ ولادتها، إرشاد والتربية الخاصة ولكن...

ما أن ترامى إلى مسامع القائمين على قسم الإرشاد والتربية الخاصة بالمديرية، عدم تمكن ذويها من تسجيلها بأحد المدارس للالتحاق بالصف الأول الأساسي بذريعة "الإعاقة"، تمت متابعة القضية والعمل فورا على تسجيلها أسوة بغيرها من أقرانها باعتبار ذلك حقا مكفولا لها لا يمكن تجاوزه...

ومنذ ذلك الحين، قالت رئيس القسم أ.نفوذ العطل، تتم متابعة حالة الطالبة "العطار" والعمل على تذليل كافة العقبات التي تحول دون مواصلة مسيرتها التعليمية لا سيما وأنها تعتبر من الطالبات المتفوقات حيث تمكنت من تحصيل أعلى الدرجات على مدار دراستها منذ الصف الأول إلى حيث وصلت الآن (الصف الرابع الأساسي).

وأوضحت أ.العطل أنه منذ اليوم الاول لالتحاق "حنين" بمدرستها، تم التواصل مع جمعية الإغاثة الطبية لمتابعة احتياجاتها الصحية، حيث عملت الجمعية على توفير وسيلة نقل لتُقل "حنين" ذهابا وإيابا من البيت إلى المدرسة، قبل أن تتمكن من توفير كرسي كهربائي (سكوتر) لها، الأمر الذي شكّل نقلة نوعية لحنين وزاد من طموحها وإصرارها على مواصلة التعليم والنجاح. أما الطالبة "حنين"، فتشعر أنها بالتحقاها بالمدرسة استطاعت تغيير مسار حياتها الذي كان محكوما بالفشل لولا فسحة الامل التي منحها لها القائمون في قسم الإرشاد والتربية الخاصة ومن خلفها وزارة التربية والتعليم العالي التي تولي فئة "المعاقين" اهتماما بالغا، لإيمانها اليقيني بحقها في الحياة والتعلم وتحقيق الذات.

وتوجهت حنين بالشكر الجزيل لكل من ساهم في إحداث هذه النقلة النوعية في حياتها، خاصة بالذكر القائمين على العملية التعليمية، وجمعية الإغاثة الطبية التي وفرت لها الـ"سكوتر". وعن طموحها قالت "حنين" إنها تحلم بمواصلة رحلة التعليم والالتحاق بالجامعة، لتشارك جنبا إلى جنب مع أبناء المجتمع الفلسطيني في بناء الوطن والنهوض به.

 مشرف التربية الخاصة أ.سهيل أبوراس، أكد بدوره، أن القسم يولي أهمية كبرى بذوي الاحتياجات الخاصة ويعمل على دمجهم مع الطلبة إلى جانب العمل على توفير كافة الاحتياجات اللازمة لتلك الفئة خاصة فئتي الصم والمكفوفين والمعاقين حركيا من خلال التعاون مع العديد من المؤسسات والجمعيات ذات الصلة.

 وأشار إلى أنه تم مؤخرا تزويد الطلبة المكفوفين بمصاحف "برايل" بالتنسيق مع جمعية المستقبل للتأهيل، كما تم توفير مصاحف بلغة الإشارة لأول مرة في العالم على الطلبة الصم، بالإضافة إلى توفير كراسي متحركة لعدد من الطلبة بالتعاون مع مؤسسات إغاثية دولية ومحلية.