توصية باستخدام اللغة العربية لغة أساسية في ثقافتنا العلمية والحياتية

2013-11-06 00:00:00

أوصى خبراء ومختصون بضرورة استخدام اللغة العربية لغة أساسية في ثقافتنا العلمية والحياتية لتصبح لغة البحث العلمي بكل مجالاته, وجعل مادة اللغة العربية الأم في الدراسات الأكاديمية والجامعية والمدرسية في شتى التخصصات, والعمل على إعداد معلم اللغة العربية إعداداً مهنياً وعلمياً وخلقياً ودعمه ومكافأته معنوياً وماديا ًمما يجعله قادراً على الإخلاص في مهنته وأداء واجبه الكامل في خدمة اللغة العربية, والاهتمام ببرامج تعليم وتعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها لنشر ثقافتها, واطلاع العالم عليها وعلى حيويتها في مواكبة العصر, والشروع في توفير دواوين للمعارف وبناء موسوعات للمصطلحات اللغوية والأدبية والعلمية لتسهل على دارس اللغة العربية إعداد الأبحاث والدراسات. 

وأجمع المختصون خلال اليوم الدراسي الذي نظمه مجمع اللغة العربية التابع لوزارة التربية والتعليم العالي بمقر الوزارة بغزة بعنوان " مجامع اللغة العربية .. الواقع والتحديات) على ضرورة دراسة شخصيات المفكرين اللغويين من أبناء العروبة للاستفادة من خبراتهم ومعارفهم وإعداد كشوفات وفهارس بالمقررات الأكاديمية والرسائل والأبحاث الجامعية وإعداد نشرات دورية بالندوات والمؤتمرات وورش العمل والأيام الدراسية والاجتماعات واللقاءات التي تعقد من أجل اللغة العربية, والسعي إلى إيجاد المشاريع اللغوية التي تسهم في حيوية الفكر اللغوي, وتفعيل دور الوزارات والمؤسسات في خدمة العربية وبإشراف مجمع اللغة العربية الفلسطيني والشروع فورا في تطبيق الفكرة الرائدة مجمع اللغة العربية المدرسي, و إيجاد مجلات تختص بالنقد الأدبي في فلسطين حيث يتم فيها نشر كل ما من شأنه أن ينمي الحركة النقدية وبذلك ينعكس على الأدب الفلسطيني ومداومة التنقيح والتعديل لما ينتجه المجمع اللغوي. 

كما أكد المختصون على أن المعجم العربي بحاجة لهيئة مستقلة تجمع جهود المجامع والجمعيات والأفراد تهدف لإيجاد نظرة معجمية عربية والعمل من أجل إنشاء جمعيات وهيئات تقوم على خدمة العربية وبلورة أفكار إستراتيجية مثل إيجاد نظرية معجمية وعمل معجم تاريخي للغة العربية , وضرورة التواصل مع التراث العربي والإفادة منه , والنهوض باللغة العربية وذلك بتسخير كل ما من شأنه أن يعمل على رفعها وتطويرها وذلك بالاستفادة من الكوادر المدربة والوسائل والمناهج والنظريات الحديثة في العلوم والفنون والآداب والثقافات وتطويعها لخدمة العربية مع الأخذ بعين الاعتبار ما يناسب لغتنا الجميلة ويحفظ مكانتها إضافة إلى أهمية استثمار معطيات الفكر العربي القديم والمعاصر كافة لتطوير لغتنا. 

وفيما يخص المجمع أكد المختصون على ضرورة إعطاءه اختصاصات إضافية وفعالية للمساهمة في رسم الخطط والاستراتيجيات التربوية والعلمية لتعليم اللغة العربية لجميع الشرائح والفئات, والعمل بجدية ونشاط على نشر قرارات المجمع والمؤسسات المختصة الأخرى على أوسع نطاق ممكن والاستفادة في ذلك من مختلف وسائل النشر والإعلام والاتصال, وإثرائها بالبحوث والدراسات والمحاضرات والندوات وحلقات النقاش حتى لا تظل حبيسة الجدران التي انطلقت منها وحتى تسهم تلك القرارات في تيسير اللغة وتطويرها وجعلها ملبية لحاجات العصر وظروف إنسانه, وإعداد المختصين من الكوادر البشرية القادرة على تنفيذ مهمات المجمع اللغوي عبر حملة من الوسائل والأدوات الواجب توافرها لتحقيق أهداف المجمع المرسومة. 

وكان وزير التربية والتعليم العالي د. أسامة المزيني قد افتتح اليوم الدراسي وقال: إن مجمع اللغة العربية الفلسطيني شرع باتخاذ خطوات عملية في سبيل حماية اللغة العربية وذلك في مؤسسات التعليم العام والعالي والمجتمع, موضحاً أن من بين هذه الخطوات إنشاء مجمع لغوي في المدارس وتنفيذ مؤتمرات ولقاءات وأنشطة ثقافية ولغوية متنوعة, وأشاد اللوزير بالمجمع في تنظيم هذا اليوم الدراسي. 

وحضر افتتاح اليوم الدراسي د. عطا لله أبو السبح وزير العدل والأسرى واللاجئين, ود. يوسف رزقه رئيس المجمع, ود. محمود الجعبري وكيل الوزارة المساعد لشؤون التعليم العالي, وأ. جمال أبو هاشم مستشار الوزير, وأعضاء المجمع , وعدد المختصين والباحثين من الوزارة الجامعات والمؤسسات الثقافية ومؤسسات المجتمع المدني والمهتمين.

وأوضح المزيني أن الله عز وجل عظّم من شأن اللغة العربية في أكثر من موضع من القران الكريم, وأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد اهتم باللغة في أوسع الحدود كما أن "العربية" متجذره في التاريخ الإسلامي والحضاري , لذلك هذا يحثنا على أن نهتم بلغتنا ونحافظ عليها لتكون لغة حاضرة قوية ومعاصرة . 

وأشار د.المزيني إلى أن المجمع شرع في تفعيل نشاطاته لحماية اللغة التي تتعرض لهجمة وزحف من العامية واللغات الأجنبية التي تنتشر مفرداتها بين العامة والأكاديميين وحتى أسماء المرافق العامة.

 ودعا د.المزيني جميع المختصين والباحثين في العربية إلى الانضمام بالمجمع ونشاطاته المختلفة للدفاع عن العربية لغة القرآن. 

من جهته قال د. رزقه إن القران والسنة مجّدت اللغة العربية ولذلك فإن قرار إنشاء المجمع الذي اتخذه وزير التعليم د. أسامة المزيني جاء من هذا الباب اللغوي المرتبط بالدين والقرآن العظيم ولم يأت من باب السياسة وحالة الانقسام. 

وأضاف:" إن حماية اللغة واجب شرعي ووطني , مبيناً أن تعدد المجامع أمر صحي لأنه يفيد اللغة ويثريها بشكل أكبر , ودعا رزقه المختصين للمبادرة والمشاركة في عمل المجمع مشيراً إلى أن المجمع سيفعل نشاطاته وسيصدر مجلة محكمة متخصصة وسيقيم مجمع لغوي في المدارس, إضافة إلى القيام بأنشطة ثقافية وأدبية وعقد مؤتمر سنوي متخصص.

 وفي اختتام اليوم الدراسي كرم الوزير المزيني  جميع المشاركين فيه ودعا لاستثمار التوصيات في خدمة الللغة العربيةعلى مختلف الصعد.