د. المزيني: مناهج الشرعي تلاءم النضج الفكري للطلبة و تعج بالقيم الإسلامية
د. السوسي: التعليم الشرعي يأتي لاستمرار مسيرة السطوع الإسلامي في مجتمعنا
طلبة التوجيهي الشرعي: لدينا طموح كبير لنكون من أوائل الثانوية العامة هذا العام.
لم يقتصر وجود العلم الشرعي على المساجد وحلقات العلم المتخصصة في ذلك, بل تطور الأمر لأن يصبح جزءً أساسياً من منهاج المدارس الحكومية , إيماناً بأهمية الارتقاء بالطلبة وضرورة ترسيخ مفاهيم الإسلام الحنيف بين العقول الشابة من أجل إعداد جيل ناشئ يتمرس العلم القويم والسلوك الصحيح عبر أساتذة ومناهج يشرف عليها متخصصون.
الطالب محمد جندية من الصف الثاني عشر شرعي بمدرسة جمال عبد الناصر الثانوية قال : بعد عامين من دخولي الفرع الشرعي أشعر بأنني اكتسبت معارف ومعلومات جديدة زادت من تعمقي في ديننا الإسلامي , و لقد أصبحت لدي القدرة على المناقشة وإبداء الرأي والاستئناس بما عرفت وحفظت من آيات قرآنية وأحاديث شريفة عندما أواجه أي قضية سواء في المدرسة أو مع أسرتي والمجتمع والزملاء.
ويضيف الطالب جندية إنه يستمتع بالدراسة الصفية والذاتية , حيث أن الكتب سهلة وشيقة, كما أنه يستمع إلى شرح المعلمين ثم يذاكر أولا بأول مشيراً إلى أنه استفاد كثيراً من مواد الشرعي مثل العقيدة وفن الخطابة والقرآن.
وأكد الطالب جندية أن التعليم الشرعي يربط الطالب بالقرآن بشكل قوي وهذا له أجر عظيم عند الله عز وجل حيث تم التعمق بدراسة القرآن الكريم ومعرفة المكي والمدني وجمع القرآن وعلم التفسير كما تمت دراسة سورة الإسراء وما تضمنته من دروس وأوامر وفوائد قرآنية.
زميله الطالب محمود قال: أنه تم التعمق بالفقه الإسلامي من حيث الأصول والنشأة و المصادر الشرعية التي يرجع إليها الفقيه لمعرفة الحكم الشرعي مثل القرآن والحديث , كما تمت دراسة موضوع الاجتهاد ودوره في التوصل إلى معرفة الحكم الشرعي خاصة في وقتنا الحاضر والتطرق للزكاة والحج, ويضيف نمارس أنشطة مختلفة خلال الحصص الصفية مثل الرجوع إلى المكتبات والدروس التوضيحية وشاركنا في رحلات تعليمية , وغير ذلك مشيرا إلى أن التعليم الشرعي قربهم إلى القرآن الكريم والحديث الشريف بشكل أكبر وأصبح عندهم حب للزيادة في هذا العلم.
الطالبة دعاء مقداد من الصف الثاني عشر شرعي بمدرسة بلقيس اليمن الثانوية وهي من الخريجات الأوائل من الحادي عشر شرعي العام الماضي تقول : أنا سعيدة بالتحاقي بهذا الفرع , منذ الإعلان عن افتتاح التعليم الشرعي رغبت في الدراسة فيه, ووضعت هدف أساسي وهو النجاح والتفوق, وبالفعل حققت الهدف, ولدي طموح كبير للنجاح والتميز وأكون من أوائل التوجيهي الشرعي على مستوى الوطن.
وتوجه دعاء نصيحتها لطلبة الصف العاشر بالتسجيل في الشرعي , لأنه فرع تعليمي مثله مثل الفروع الأخرى , يحتاج من الطالب الجد والاجتهاد والتركيز وسوف يحقق النجاح والتميز ويلتحق بالجامعات, كما أن لهذا الفرع مستقبل خاصة وأنه من الفروع الجديدة والمستحدثة التي ستخرج طلبة للجامعات.
وتضيف:" وجدت من خلال الدراسة أن التعليم الشرعي هو رحلة إيمانية جذابة تعمق إيمان الإنسان بالله عز وجل كما أن دراسته ترسخ بأن الإسلام دين عظيم ومنهاج حياة متكامل.
وعن تجربتها في الحادي عشر تقول: درسنا العقيدة والحديث والفقه والخطابة ففي العقيدة درسنا العقيدة الإسلامية وأهميتها ومصادرها وخصائصها كما درسنا الإيمان بالله تعالى والملائكة وكتبه ورسله واليوم الآخر ودرسنا القضاء والقدر, لقد استفدنا كثيراً فعلى سبيل المثال مادة العقيدة أكدت أثر الدين الإسلامي في صلاح الفرد وهو أمر يقود لصلاح المجتمع .
دخول الشرعي متاح لطلبة العاشر
د. أسامة المزيني وزير التربية والتعليم العالي قال: أصبحت لدى الطلبة الآن خبرة معرفية وعملية بواقع التعليم الشرعي بعد اجتيازهم الحادي عشر الشرعي , معظم هؤلاء الطلبة من المتميزين ونتوقع أن يكون أوائل الثانوية العامة الشرعية هذا العام من قطاع غزة.
وأضاف د. المزيني: نحن ندعو طلبة العاشر للتسجيل في الفرع الشرعي , حيث ستكون الدراسة والكتب مجانية, كما أن الخريج يتاح له جميع التخصصات الجامعية الخاصة بالعلوم الإنسانية, ومن المتوقع أن تفتح للطلبة أبواب ومجالات جديدة في العمل المستقبلي.
ونوه د. المزيني أن الطالب المتميز في التعليم الشرعي- وإن لم يتخصص في العلوم الشرعية في الجامعات -فإنه حتماً سيكون له شأن في المجتمع لأن لديه خلفيه تخصصية في ديننا الإسلامي اكتسبها من التعليم الشرعي الثانوي ويمكن أن يكون هذا الخريج من قادة الرأي والخير والصلاح.
وأردف وزير التعليم:" أن وزارته تسخر مختلف الإمكانيات من معلمين مؤهلين ومناهج وكتب وأنشطة وأساليب تقويم ووسائل تعليمية من أجل إنجاح هذا الفرع , وفيما يخص المناهج الشرعية فأكد أنها مناهج سلسة وتعرض بشكل يتلاءم مع مستوى النضوج العقلي والفكري لأبنائنا من جهة وما يتسم به ديننا الحنيف من يسر, فقدمنا المعرفة بأسلوب سهل ميسر يحفز العقول للتفكير والتحليل والتركيب وربط المعرفة بواقع الحياة, كما حرصنا على إثراء المحتوى التعليمي للكتاب بالنصوص الشرعية من الكتاب الكريم والسنة المطهرة مستفيدين من آراء العلماء.
وأشار الوزير إلى أننا قمنا بعمليات تخفيف وحذف مواد ووضع أخرى للتسهيل على طلبة الشرعي, كما أن الكتب ومحتوياتها تعج بالقيم والمبادئ والسلوكيات الإسلامية الحميدة وهي من الأولويات التي تسعى الوزارة إلى غرسها في نفوس أجيال الطلبة وذلك ضمن الخطة الخمسية نحو تعليم عالمي وسمو أخلاقي.
مواجهة الانحرافات والغزو والفكري
د. ماهر السوسي نائب عميد كلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية، وعضو رابطة علماء فلسطين أكد أن التعليم الشرعي الثانوي انجاز تحققه وزارة التعليم ويأتي لاستمرار مسيرة السطوع الإسلامي في مجتمعنا وهو يرجع بنا إلى أصل العلوم والنبع الصافي , حيث إن علوم الشريعة الإسلامية أشرف العلوم لأنها متعلقة بالله عز وجل شارحة لدينه, هادية إلى سبيله, نافعة العبد في الدنيا والآخرة , مفيدة للفرد وصلاح المجتمع ورقيه وتقدمه داعيا الطلبة إلى الاهتمام بتعلم هذا العلم.
وقال السوسي : إن التعليم الشرعي يأتي استجابة لدعوة الله عز وجل حيث يقول تعالى( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) واستجابة أيضاً لنداء رسولنا الكريم في قوله(من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)
وبين السوسي أن العلم الشرعي له آثار تربوية وفوائد سلوكية على المجتمع فهو حقيقية نهج تقويمي لسلوكيات المجتمع ويؤسس لفكر إسلامي في عقول دارسيه.
ويضيف د. السوسي : لنرجع إلى الوراء قليلاً في نهاية حقبة السبعينات وتحديدا 1978 أُنشأت كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية, وكانت أولى الكليات وهذا يدل على أن الدراسات في ذلك الوقت قد أثبتت أن أول ما يحتاج إليه المجتمع هو العلوم المتعلقة بالفقه والتشريع, حيث كانت هناك الكثير من السلوكيات المخالفة لأحكام الإسلام، وأن المجتمع كان يعاني من كثير من الموروثات الخطأ، التي لا تستند في أصلها إلى عقيدة المسلمين، وإنما كان مصدرها الرئيس هو الخرافة أو الجهل، والعلم المغلوط، الناتج عن قلة العلماء المتخصصين تخصصاً دقيقاً في أحكام الشرع الإسلامي.
وأضاف السوسي: إن كلية الشريعة بدأت بتخريج المعلمين والعلماء الذين أصبح لهم شأن في الإصلاح فيما بعد و بين السوسي أن التعليم الشرعي الثانوي اليوم هو خطوة جديدة على نفس النهج التقويمي و الإصلاحي , ويعد الطلبة منذ الصغر على التفقه في ديننا الإسلامي وهذا ينعكس إيجاباً على المجتمع وقيمه, ويعد عامل كبير في مواجهة الانحرافات إضافة إلى أنه يحارب التيارات الغربية والغزو الفكري الهدام لمجتمعنا الإسلامي والعربي.
وهكذا فإن انطلاقة التعليم الشرعي واستمراره في غزة يجد الاهتمام من قبل الطلبة و أولياء الأمور والوزارة إضافة إلى المتخصصين في المجتمع على اعتبار إن هذا العلم أصل العلوم ويدعم قيم الإسلام في حياتنا.