من الإعجاز القرآني...

لماذا ذكر "التين والزيتون" في القرآن الكريم معا؟

2014-02-06 06:58:39

العلاقات العامة - شمال غزة

الحقيقة الرئيسية التي تعرضها سورة "التين" في القرآن الكريم، هي حقيقة الفطرة القويمة التي فطر الله الإنسان عليها، واستقامة طبيعتها مع طبيعة الإيمان، والوصول بها معه إلى كمالها المقدّر لها.وهبوط الإنسان وسفوله حين ينحرف عن سواء الفطرة واستقامة الإيمان. ويقسم الله – سبحانه وتعالى– على هذه الحقيقة بالتين والزيتون، وطور سنين، وهذا البلد الأمين"، وهذا القسم على ما عهدنا في كثير من سور الجزء الأول .

فالتين والزيتون: هما الإشارة إلى مدينة بيت لحم مهد المسيح, وقيل التين: هو إشارة إلى شجرة التين التي راح آدم وزوجه يخصفان من ورقها على سوآتهما في الجنة التي كانا فيها قبل هبوطهما إلى هذه الحياة الدنيا, وقيل الزيتون: إنه إشارة إلى طور زيتا في بيت المقدس, وقيل: هو إشارة إلى بيت المقدس نفسه, وقيل: هو إشارة إلى غصن الزيتون الذي عادت به الحمامة التي أطلقها نوح -من السفينة– لترتاد حالة الطوفان. فلما عادت ومعها هذا الغصن عرف أن الأرض انكشفت و أنبتت ! و قيل الزيتون أشير إليها في موضع آخر بجوار الطور: (وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين) . كما ورد ذكر الزيتون: (وزيتوناً ونخلاً)... فأما (التين) فذكره يرد في هذا الموضع لأول مرة وللمرة الوحيدة في القرآن كله.

لكن إن قسم الله – عز و جل – هنا يثبت وبشكل قاطع قدرة الله عز وجل في الإعجاز العلمي ليكون دليلًا على وحدانيته وإنه بيده كل شيء, فقد أقسم أيضا بهما لفوائدهما العظيمة ناهيك إن عن تاريخهما ومكانهما, وهذه إشارة لشمولية القسم.

والإعجاز هنا هو الإعجاز الطبي للتين والزيتون ودورهما في (طور الإنسان) فكما يشير العلماء هنا إلى التركيز في هذا المقام على خصائصه الروحية. فهي التي تنتكس إلى أسفل سافلين حين ينحرف عن الفطرة ويحيد عن اليمان المستقيم معها. إذ أنه من الواضح أن خلقته البدنية لا تنتكس إلى أسفل سافلين. وفي هذه الخصائص الروحية يتجلى تفوق التكوين الإنساني, مما دل إن الله قد أنعم على الإنسان التكوين الحسن للمؤمن ولغير المؤمن, فالمؤمن يكمل هذا الجمال بالعمل الصالح, وأما الذين يرتكسون بفطرتهم إلى أسفل سافلين، فيظلون ينحدرون بها في المنحدر، حتى تستقر في الدرك الأسفل. هناك في جهنم ، حيث تهدر آدميتهم.

الإعجاز الطبي هنا هو تخصيصهما مما دل على أهميتهما الطبية العالية مما أدخلهما في كثير من صناعات الأدوية ومستحضرات التجميل لكن على ما يبدو إن الإسلام قد سبق بكلام الله – عز و جل – أي اكتشاف طبي بـ 14 قرنًا.

لكن يبدو أن اكتشافات جديدة قد أثبتت بشكل قاطع عن أن فوائدهما الطبية أكبر من ذلك, فقد ثبت أن تناول التين والزيتون معا ينتجان مادة تعرف باسم "الميثالونيدز" – وهي مادة يفرزها مخ الإنسان والحيوان بكميات قليلة. وهى مادة بروتينية بها كبريت لذا يمكنها الاتحاد بسهولة مع الزنك والحديد والفسفور ... وتعتبر هذه المادة هامة جدا لجسم الإنسان ... (خفض الكلسترول – التمثيل الغذائي – تقوية القلب – وضبط التنفس ) – و الاكتشافات الحديثة اليوم لم تحدد الكمية الواجب تناولهما بل أثبتت أيضا إن دورها أكبر من ذلك فهي أيضا تخفض ضغط الدم والسكر مما يجعلهما ذات أهمية خاصة و ينصح لمرضى الضغط ,السكر والكوليسترول بتناولهما خصوصا أنه ثبت مسبقا أنهما الوحيدان القادران على إنتاج هذه المادة.