دشّن وزير التربية والتعليم العالي د.أسامة المزيني افتتاح مدارس "ثورة البناء" عبر افتتاح أربعة مدارس جديدة بمديرية التربية والتعليم في شمال غزة، وذلك تجسيدا لرؤية الوزارة الرامية إلى الارتقاء بالواقع التعليمي والنهوض به.
وقال الوزير المزيني خلال كلمة في الاحتفال الذي أقامته المديرية على أرض مدرسة "جبل المكبّر الثانوية للبنين" إن الوزارة بصدد افتتاح (14) مدرسة جديدة خلال الأسبوع الجاري، (4) منها في شمال غزة، و(3) في رفح، و(2) في الوسطى، و(2) في شرق غزة، و(1) في غرب غزة، بتكلفة إجمالية تبلغ 17 مليون دولار، وذلك بتمويل من البنك الإسلامي للتنمية، والمنحة الألمانية، والإغاثة الإسلامية، والمحسن د.حمدي اللوح.
وحضر الاحتفال إلى جانب الوزير ومستشاره أ.جمالأبوهاشم، مدير التربية والتعليم في شمال غزة أ.مدحت قاسم، ونائبيه الإداري أ.منيرابوزعيتر، والفني أ.موسى شهاب، والنائبين في المجلس التشريعي د.يوسف الشرافي وأ.مشير المصري، ورؤساء بلديات بيت لاهيا وأم النصر وجباليا، وعدد من المدراء العامون في الوزارة ومدراء ومديرات المدارس والمعلمون والمعلمات، وشخصيات من المجتمع المحلي.
وأضاف الوزير أن الوزارة بصدد افتتاح (6) مدارس أخرى حتى نهاية شهر سبتمبر المقبل، ليكون بذلك إجمالي عدد المدارس الجديدة التي سيتم افتتاحها خلال العام الدراسي الجديد (20) مدرسة بإمكانها استيعاب نحو (20) ألف طالب وطالبة، ما يساهم في توفير بيئة فيزيقية ومدرسية مناسبة للطلبة تؤهلهم للتفوق.
ولفت إلى أن العام الدراسي المرتقب سيشهد نقلة نوعية جديدة على صعيد البرامج والخطط التربوية التي من شأنها تعزيز العملية التعليمية، موضحا أنه سيتم اعتماد مبحث المهارات الحياتية في (14) مدرسة على مستوى القطاع للمراحل الدراسية من السابع حتى العاشر الأساسي.
كما أشار الوزير إلى أن مبحث التربية الوطنية سيشهد هذا العام تغييرا جذريا، ليتعلم الطلبة حب الوطن والانتماء لفلسطين التاريخية، وحقيقة الصراع مع العدو الإسرائيلي.
وتابع وزير التربية والتعليم العالي مستعرضا الإنجازات التي حققتها الوزارة خلال عام التعليم الفلسطيني ويتم استكمالها خلال الفترة الراهنة، ومنها افتتاح الثانوية الشرعية بمشاركة (4450) طالب وطالبة، وتطوير مشروع "الفتوة" عبر تخصيص حصة ثابتة لها إلى جانب حصة التربية الرياضية، حيث سيتم اقتسام الدرجات مناصفة بين المبحثين.
واستكمالا لمسيرة التنمية التربوية التي تقودها الوزارة، أوضح الوزير أن الوزارة ستطلق قريبا جدا الخطة الاستراتيجية الخمسية (نحو تعليم عالمي وسمو أخلاقي) ما بين عامي 2014- 2019، والتي سيكون لها الأثر الواضح في الارتقاء بالواقع التربوي بشكل عام، مؤكدا ان أبناءنا الطلبة يستحقون تعليميا وسموا أخلاقيا حيث لا تنفصل العملية التعليمية عن العملية التربوية ليكون بذلك الطالب متكامل بعلمه وأخلاقه.
وتوجه الوزير بجزيل الشكر لكل من ساهم في إنشاء مدارس "ثورة البناء" وغيرها من المدارس التي سبق وتم تشييدها في الآونة الاخيرة.
بدوره قالأ.قاسم، إن المدارس التي تم افتتاحها اليوم، ستشكل منارات جديدة للعلم والمعرفة نحو بناء العقل الفلسطيني.
وأضاف أن اختيار مدرسة "جبل المكبر" للاحتفال بافتتاح هذه الباقة الجديدة من المدارس، إنما يؤكد على عمق التواصل بين قضايا الوطن ودلالة واضحة على مكانة القدس لدى المجتمع الفلسطيني.
وتابع أ.قاسم أن الانسان الفلسطيني هو أغلى ما نملك، لذلك كانت سياسة الوزارة بالتوجه نحو بناء الأجيال الشابة والواعدة وتقديم كل برامج الدعم والمساندة لهم، ليشكلوا نواة لقوافل التحرير والتمكين المرتقب بإذن الله.
وأشار إلى أن الوزارة لا تكتفي فقط بتنمية العقول فقط، ولذلك اعتمدت الفرع الشرعي لتغذي الروح وتزكي الأنفس، واعتمدت مشروع "الفتوة" لتغذي الأجساد وتقويها، ليكون في المحصلة جيل جديد قادر على تحمل أعباء المرحلة ويساهم في نهضة الامة.
ولفت مدير التربية والتعليم إلى أنه بافتتاح هذه المدارس (جبل المكبر، المنامة، الكويت، والتفوق) تكون جميع مدارس بيت حانون ومنطقة العطاطرة، والمدارس الثانوية فترة واحدة باستثناء مدرسة واحدة.
ودعا أ.قاسم الحكومة والمجتمع المحلي إلى العمل على توفير مزيد من الأراضي لبناء وتشييد مزيد من المدارس للحد من ظاهرة العمل بنظام الفترتين والقضاء على الكثافة الصفية التي تؤثر سلبا على التحصيل الدراسي للطلبة.
وفي ختام الاحتفال الذي تخلله فقرات فنية مميزة، توجه الوزير المزيني والوفد المرافق لافتتاح المدارس الأربعة بمديرية شمال غزة، إيذانا بانطلاقة جديدة على خطى الارتقاء بالواقع التربوي.