راكمت الطالبة مي رمزي عبد الله عبيد، إنجازاتها التي حققتها على مدار سنوات دراستها، وذلك بتحقيق إنجاز إضافي تفاخر به أمام الجميع بحصولها في امتحانات الثانوية العامة الأخيرة على معدل (97.8%) في الفرع العلمي، متحدية بذلك الإعاقة التي رافقتها منذ الولادة، حيث تعاني ضمورا في العضلات سبّب لها إعاقة حركية.
وتنتمي الطالبة عبيد إلى أسرة مكونة من تسعة أفراد، وتسكن في مدينة الشيخ زايد شمال مخيم جباليا للاجئين، وتعيش أسرتها ظروفا مادية متواضعة بسبب الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ سنوات.
وأشارت الطالبة المتفوقة إلى أن النجاح الكبير الذي حققته في الثانوية العامة، جاء بتوفيق الله عز وجل أولا، ثم نتيجة طبيعية للجد والاجتهاد والمثابرة التي كانت ديدنها على مدار سنوات الدراسة السابقة وضاعفته منذ التحاقها بالثانوية العامة.
وثمنت الطالبة عبيد دور أسرتها في هذا النجاح الباهر، حيث وفرت لها أجواء دراسية ملائمة وذللك أمامها كل العقبات المادية، ولم تبخل عليها في توفير معلمين أكفاء لمساعدتها على التحصيل الأمثل للمنهاج الدراسي.
كما لم تغفل الطالبة دور الهيئة التدريسية بمدرسة عوني الحرتاني الثانوية للبنات، والتي كان لها الأثر الأكبر في مساعدتها على تحقيق هذا الإنجاز، مؤكدة أن المعلمات لم يبخلن عليها وعلى زميلاتها بالشرح الدقيق والميسّر وإيصال المعلومة، وهو ما تمت ترجمته فعليا في النتائج النهائية للامتحانات.
وأوضحت الطالبة عبيد أن حلمها الوحيد بعد هذا الإنجاز، الالتحاق بكلية الهندسة في الجامعة الاسلامية، ومن ثمّ افتتاح مؤسسة لتصميم البرامج والمواقع الالكترونية، مشيرة إلى أن مثل تلك المهمة تلائم حالتها الصحية حيث لا تستطيع التنقل إلا بواسطة كرسي متحرك.
"لكل مجتهد نصيب وأمام الإرادة لا شيء مستحيل" بهذه الكلمات اختتمت الطالبة عبيد حديثها، داعية الطلبة والطالبات إلى بذل مزيد من الجد والاجتهاد لتحقيق أعلى الدرجات، والاستثمار الامثل للوقت، ليكون لهم دور في النهوض بالمجتمع ورفعته وتحقيق طموحاته وآماله رغم محاولات الاحتلال الرامية إلى تجهيل شعبنا والنيل من عزيمته وصموده وثباته.